قيل: أحياه الله (١٩ /أ) في آخر النهار، وكان قد قبض روحه في أول النهار، فلما قال:{لَبِثْتُ يَوْماً} التفت فرأى الشمس لم تغرب فقال: {أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}.
قيل: قاله وعنده تردد هل هو يوم أو بعض يوم، كما قال أهل الكهف:{لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}[الكهف: ١٩] وأصل السنة: سنوة، أو نسهة، فيه قولان. فإذا قلت: عاملته مساناة، جاء فيه مسانهة، ومساناة جاء على الوجهين. {وَلِنَجْعَلَكَ} معطوف على علة محذوفة، أي: جعلنا ذلك لهدايتك ولنجعلك. وقيل: التقدير: وفعلنا ذلك لنجعلك.
وقيل: ولنجعلك فعلنا ذلك. وأمثلة هذه الآية في القرآن كثيرة. من قرأ «اعلم» على الأمر (١) فقد خاطب المار بذلك رفيقا معه، جادله في القدرة على إحياء الموتى.
= وهب بن منبه أنه قال: هو اسم الخضر عليه السّلام، وذكر أقوالا أخرى، ثم قال: وأما القرية فالمشهور أنها بيت المقدس مر عليها بعد تخريب بختنصر لها وقتل أهلها ... ولما تبين له هذا كله قال: أعلم أن الله على كل شيء قدير أي: أنا عالم بهذا وقد رأيته عيانا فأنا أعلم أهل زماني بذلك». (١) قرأ بذلك على الأمر حمزة والكسائي، وقرأ الباقون «أعلم» على المضارع. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٢/ ٢٩٦)، الحجة لابن خالويه (ص: ١٠٠)، الدر المصون للسمين الحلبي (١/ ٦٢٩)، السبعة لابن مجاهد (ص: ١٨٩)، الكشاف للزمخشري (١/ ٣١٢)، النشر لابن الجزري (٢/ ٢٣١).