{وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ} عطف على المهاجرين، وهم الذين هاجروا من بعد المهاجرين الأولين قائلين:{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا} الآية. وقيل: هم التابعون بإحسان. {غِلاًّ} الغل والغمر والحقد [بمعنى](٢). {يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ} حالفوهم على قتال المشركين معهم: {لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ} الآيات، وقد استنبط من هذه الآية معنى حسن وهو أن من فعل فعلا أو قال قولا وهو يعتقد بطلانه فكان صحيحا وانتفع به المسلمون يكون عاصيا بذلك.
وإن هؤلاء المنافقين وعدوا اليهود النصرة، وغشوهم في ذلك، فلما رأوا أنهم مغلوبون خذلوهم، وقصدوا بذلك الخذلان تخليصهم من عهدة اليمين، ولم يقصدوا نفع المسلمين فانتفع المسلمون بذلك الخذلان، وذم الله تعالى الكفار عليه. قوله:{وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ} أي: في ترك نصرتكم، أو ترك خذلانهم. {أَحَداً أَبَداً} الآيات.