واللام في {لِأَصْحابِ الْيَمِينِ} من صلة" إنشاء "و" جعلنا ". {فِي سَمُومٍ} في حر نار تتقد في المسام. {وَحَمِيمٍ} ماء حار متناهي الحرارة.
{وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} من دخان أسود بهيم. {لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ} نفي لصفتي الظل عنه؛ سماه ظلا ثم نفى عنه برد الظل وروحه ونفعه. وفيه تسميع أن الكفار ظلهم {لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ} وإنما يستحق هذا الوصف المؤمنون والسابقون وأصحاب اليمين.
و {الْحِنْثِ} الذنب العظيم، ومنه قولهم: بلغ الغلام الحنث؛ أي: بلغ أن يؤخذ بالمآثم.
{أَوَآباؤُنَا} دخلت همزة الاستفهام على حرف العطف. [فإن قلت:] كيف حسن العطف على الضمير في {لَمَبْعُوثُونَ} من غير توكيد ب {نَحْنُ؟} قلت: حسن للفاصل الذي هو الهمزة. {إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} إلى ما وقتت به الدنيا من يوم معلوم، والإضافة بمعنى من، ومنه مواقيت الإحرام. {أَيُّهَا الضّالُّونَ} عن الهدى {الْمُكَذِّبُونَ} بالبعث، وهم أهل مكة من {شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ}{مِنْ} الأولى لابتداء الغاية، والثانية لبيان الجنس {شُرْبَ الْهِيمِ} الهيام: داء يأخذ الإبل فتشرب ولا تروى. وقيل: الهيم: الرمال. فإن قلت: كيف صح عطف الشاربين على الشاربين، وهما لذوات متفقة وصفتان متفقتان، وهو عطف الشيء على نفسه؟ قلت: لأن الشرب الأول مما يتعجب منه؛ لأن الماء الذي انتهى حره و {يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ}(١) كيف يقدرون على شربه مع تلك الحالة، وأعجب منها أنهم يشربونه شرب الهيم!! فلما عظمت كل صفة منها صار ذلك كالتعجب فعطف على ما قبله؛ لاختلاف المعنيين. النزل: الرزق الذي يعد للنازل تكرمة، وفيه تهكم بهم؛ كقوله: