الناسور (١) ثم إلى أخرى فأصابهم ذلك، فاجتمع رأيهم على إعادة التابوت، فقيل: جاءت الملائكة يحملونه من السماء والأرض. وقيل: وضعوه على عجلة وشدوها بثورين، وضربوها متوجهين إلى بني إسرائيل.
{وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً} فأنكروا ذلك؛ لأنه لم يكن من سبط المملكة، وكان فقيرا أضاع حماره، فخرج في طلبه، فمر بدار أشمويل، فدخل عليه يسأله الدعاء، وكان الله قد أوحى إليه: إذا جاءك من طوله طول هذه العصا، ونشّ الدهن الذي في القرن الذي عندك فذاك هو الملك، فلما دخل طالوت نشّ الدهن، فقام النبي أشمويل وقاسه بالعصا، فكانت طوله، فقال: أنت الملك (٢). وقوله:{فِي الْعِلْمِ} أي:
(١) الناسور - بالسن والصاد جميعا: علة تحدث في مآقي العين يسقي فلا ينقطع، وقد يحدث أيضا في حوالي المقعدة وفي اللثة وهو معرب. ينظر: لسان العرب (نسر). (٢) رواه الطبري في تفسيره (٦٠٢، ٢/ ٦٠١)، وذكره السيوطي في الدر المنثور (٧٥١، ١/ ٧٥٢) ونش الدهن والماء والخمر نشا ونشيشا: سمع له صوت على المقلى أو في القدر ونشيش اللحم: صوته إذا غلي والقدر -