{سَلامٌ} تقديره: سلمنا سلاما، وأما {سَلامٌ} فتقديره: عليكم سلام، والرفع أمدح؛ لأنه يدل على دوام السلامة لهم (٢٧٦ /أ) بخلاف الفعل الماضي في قوله: سلمنا؛ فإن الفعل الماضي لا يدل على التكرر بخلاف المضارع.
قوله:{قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} أي: ليسوا على هيئة القوم الذين نعرفهم، أو لأنه توهم فيهم ما دله على ذلك، أو رأى لهم حالا وشكلا غير الحالة التي عهدها. {فَراغَ إِلى أَهْلِهِ} فذهب إليهم في خفية، ومن أدب المضيف أن يخفي ما يريد أن يضيفه للضيف، وأن يبادر بالقرى من غير أن يشعر الضيف به؛ وحذرا من أن يكفه ويعذره. قال قتادة: كان عامة مال إبراهيم البقر (١) والهمزة في {إِلاّ} إنكار عليهم؛ حيث لم يأكلوا طعامه ولما لم يتحرموا بطعامه ظن أنهم يريدون به سوءا؛ {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} أي: يبلغ، وعن الحسن: نبي (٢) والمبشر به إسحاق {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ:} في جماعة. وقيل: في صرخة.
{فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ} المرأة التي لا تحبل، وأصله: الرملة العقيم أو العاقر؛ فإنها لا تنبت، وصر القلم أي: صوت، ومحله النصب، أي: صارخة؛ قال الحسن: أقبلت إلى بيتها، وكانت في زاوية تنظر إليهم؛ لأنها وجدت حرارة الدم فلطمت وجهها من الحياء (٣). وقيل:
فأخذت في صرة؛ كقولك: عذلته فأقبل يلومني. وقيل: صرتها: قولها: {يا وَيْلَتى}(٤) وعن عكرمة: رنتها (٥).
{فَصَكَّتْ} فلطمت تبسط يديها. وقيل: ضربت بأطراف أصابعها جبهتها؛ فعلا للتعجب {عَجُوزٌ} أنا {عَقِيمٌ} فكيف ألد؟! {كَذلِكَ} مثل قولنا {قالَ رَبُّكِ} أي: هذا
(١) ذكره السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٦٢٠) ونسبه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة. (٢) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٤٠٢). (٣) ذكره الزمخشري في الكشاف (٤/ ٤٠٢). (٤) سورة هود، الآية (٧٢). (٥) رواه الطبري في تفسيره (٢٦/ ٢٠٩) عن قتادة، وذكره ابن كثير في تفسيره (٤/ ٢٣٧) وقال: قاله ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وعكرمة وأبو صالح والضحاك وزيد بن أسلم والثوري والسدي.