قوله: الحمراء المعبر عنها في الروايات بالحميراء لَقَبٌ لأمِّ المؤمنين.
وذكر ابن الجوزي: أنَّ أبا بكر -رضي الله عنه- روى عن ابنته عائشة -رضي الله عنها- حديثين، وكذلك أمها أم رُومَان.
وفي كتابة: قوله: «وفي عكسه» أي: وهو رواية الأبناء عن الآباء كثرة، وهذا القسم نوعان؛ أحدهما: أن يكون الرواية عن أبيه فقط، كرواية أبي العُشَراءِ الدَّارميِّ، عن أبيه عن النبيِّ -عليه الصلاة والسلام-، وهي عند أصحاب السنن الأربعة، فإنَّ أباه لم يُسَمَّ في طريق الحديث، واختلف في اسم أبي العُشَراءِ واسم أبيه على أقوالٍ؛ أحدها وهو الأشهر كما قال ابن الصَّلاح (٢): أنَّه أسامة بن مالك بن قِهْطِمٍ، وقيل: قِحْطِمٍ بالحاء المهملة موضع الهاء، والثاني: أنَّ اسمه عُطارِدُ بن بَرْزٍ بتقديم الراء على الزاي، وهل الراء ساكنة أو مفتوحة محل خلاف، والثالث: اسمه يَسارُ بن بَلْز بن مسعود (٣).
وثاني نوعَي رواية الأبناء عن الآباء: أنْ يزيد فيه بعد ذكر الأب أبًا آخر؛ فيكون جدُّ أبِ الأوَّل أو يزيد [جدًّا](٤) للأبِ؛ فمثال زيادة الأب: رواية بَهْزِ بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبيِّ -عليه الصلاة والسلام-، فحكيم هو ابن معاوية بن حَيْدةَ القُشَيريّ،
(١) شرح التبصرة (٢/ ١٨٤). (٢) مقدمة ابن الصلاح (ص ٣١٧). (٣) تهذيب الكمال (٣٤/ ٨٥)، ولسان الميزان (٩/ ٢٥٥). (٤) زيادة من (ب).