فعُرِفَ بِهَذَا أَنَّهُ إِنَّما عَرَّفَ الَّذي يقولُ فيه:«حَسنٌ» فَقطْ، أَمَّا ما يقولُ فيهِ:«حسنٌ صحيحٌ»، أو:«حسنٌ غريبٌ»، أو:«حسنٌ صحيحٌ غريبٌ»، فلم يُعَرِّجْ على تعريفِهِ، كما لم يُعَرِّجْ على تعريفِ ما يَقولُ فِيهِ:«صحيحٌ» فَقطْ، أو:«غريبٌ» فَقطْ.
وَكأنَّهُ تَرَكَ ذَلكَ؛ اسْتِغناءً بشُهرَتِهِ عندَ أَهلِ الفنِّ، واقْتصرَ على تعريفِ ما يقولُ فيهِ في كتابهِ:«حسنٌ» فَقطْ؛ إِمَّا لغُموضِهِ، وإِمَّا لأنَّهُ اصطِلاحٌ جديدٌ، ولذَلكَ قيَّدَهُ بقولِهِ:«عندنا»، ولم يَنْسُبه إِلى أَهلِ الحديثِ كما فَعَل الخَطَّابيُّ.
[قوله](١): «أمَّا ما يَقُولُ فيه ... إلخ»:
يوضّح هذا ما ذكره في «العِلَل» من حديث خالدٍ، عن ابن سِيرينَ، عن أبي هريرة يَرفَعُه:«مَن أَشارَ إلى أخيه بحديدةٍ ... الحديثَ»(٢)، قال فيه: «حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ غَريبٌ (أ/٧٦) من هذا الوجه»، استُغرِب من حديث خالدٍ لا مُطْلَقًا (٣).
(هـ/٨٩)[قوله](٤): «كَما لم يُعَرِّجْ ... إلخ»:
«ما» فيه مصدريَّة.
قوله:«أو كَأَنَّه تَرَك ذلك»:
أي: تعريف كلِّ ما لم يَتَعَرَّضْ لتعريفه ممَّا ذَكَرَه.
(١) زيادة من: (أ) و (ب). (٢) مسلم (٢٦١٦)، وينظر: جامع الترمذي (٢١٦٢). (٣) قضاء الوطر (٢/ ٧١٤). (٤) زيادة من: (أ) و (ب).