فَجَعَلَ الوِسادةَ هي التي لا تَرْقُدُ، والمَعْنَى لِصاحِبِ الوِسادةِ (٢).
والمَعاشُ: العَيْشُ، وكل شيء يُعاشُ به فهو مَعاشٌ، والمعنى: جَعَلْنا النَّهارَ مُبْتَغَى مَعاشٍ أو مَطْلَبَ مَعاشٍ، قال ابن عباس (٣): يريد: تبتغون فيه من فضل ربكم وما قَسَمَ لكم فيه من رِزْقِهِ، يُذَكِّرُهُم اللَّهُ تعالى نِعْمَتَهُ عليهم فِي لَيْلِهِمْ وَنَهارِهِمْ.
ثم ذَكَرَ مُلْكَهُ وَجَبَرُوتَهُ وارتفاعه، فقال:{وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ} نصب على الظرف {سَبْعًا شِدَادًا (١٢)} يعني السَّماواتِ السَّبْعَ، غِلَظُ كُلِّ سَماءٍ مَسِيرُ خَمْسِمِائةِ عامٍ، وَبَيْنَ كُلِّ سَماءَيْنِ مِثْلُ ذلك، نظيرها في سورة {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ}(٤)، {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (١٣)}؛ أي: وَقّادًا
(١) البيت من الكامل، لِلطِّرِمّاحِ بن حَكِيمٍ، ومعنى تَحَضَّرَتْهُ الهُمُومُ: حَضَرَتْهُ. التخريج: ديوانه ص ١١٩، جامع البيان ٣٠/ ٦، الأضداد لابن الأنباري ص ٢٩٦، أساس البلاغة: حضر، عين المعانِي ١٤١/ أ. (٢) قاله الطبري والثعلبي، ينظر: جامع البيان ٣٠/ ٦، الكشف والبيان ١٠/ ١١٤. (٣) ينظر قوله في الوسيط للواحدي ٤/ ٤١٢. (٤) المؤمنون ١٧.