وقال السُّدِّيُّ (٤): معناه: يا أيها النّائِمُ قُمْ فَصَلِّ، وكان النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قد تَزَمَّلَ للنوم، وإنما خُوطِبَ بِهَذِهِ الآيةِ في أوِّلِ ما بُدِئَ بالوحي، ولَمْ يَكُنْ قد بُلِّغَ شيئًا قبل ذلك، ثم خُوطِبَ بعد ذلك بالنبي والرسول.
وقوله:{قُمِ اللَّيْلَ} قرأه العامة بكسر الميم، وقرأ أبو السَّمّالِ العَدَوِيُّ بضم الميم (٥) {إِلَّا قَلِيلًا (٢)} نصب على الاستثناء، وكان قيام الليل فريضةً على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وتقدير الآية: قُمِ الليل نِصْفَهُ إلا قليلًا، أي: قُمْ نِصْفَ
(١) قرأ عكرمة: "المُزَمَّلُ" بتخفيف الزاي وفتح الميم، وقرأ أيضًا: "المُزَمِّلُ" بتخفيف الزاي وكسر الميم، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٦٤، المحتسب ٢/ ٣٣٥، تفسير القرطبي ١٩/ ٣٢، البحر المحيط ٨/ ٣٥٣. (٢) قاله أبو عبيدة والأخفش وغيرهما، ينظر: مجاز القرآن ٢/ ٢٧٣، معانِي القرآن للأخفش ص ٥١٢، غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤٩٣، معانِي القرآن وإعرابه ٥/ ٢٢٧، والزّامِلةُ: البَعِيرُ الذي يُحْمَلُ عليه الطَّعامُ والمَتاعُ، اللسان: زمل. (٣) تقدم عجزه بدون نسبة برقم ٣٢٧، ٣/ ٢٩٨. (٤) ينظر قوله في الكشف والبيان ١٠/ ٥٩، الوسيط ٤/ ٣٧١. (٥) قرأ أبو السمال: "قُمُ اللَّيْلَ" بضم الميم، ينظر: مختصر ابن خالويه ص ١٦٤، تفسير القرطبي ١٩/ ٣٣، البحر المحيط ٨/ ٣٥٣.