= أن ذلك إذا رآه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صورته، فليتأمل. وقوله: "جزء ... الخ"، قال: أي: لها مناسبة قوية بالنبوة من حيث الاطلاع على المغيبات بلا مداخلة للكسب المؤدي إلى الإثم، كما في الكهانة مثلا، وإلا فالنبوة لا تتجزأ، والله تعالى أعلم. وقال التوربشتي فيما نقله عنه العلامة علي القاري في "مرقاة المفاتيح" ٤/٥٣٥ قيل: معناه: أن الرؤيا جزء من أجزاء علم النبوة، والنبوة غير باقية وعلمها باق، وهو معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ذهبت النبوة، وبقيت المبشرات: الرؤيا الصالحة" قال: ونظير ذلك قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة"، أي: من أخلاق النبوة. قلنا: حديث "ذهبت النبوة" حديث صحيح رواه ابن ماجه (٣٨٩٦) ، وأحمد ٦/٣٨١، والحميدي (٣٤٨) ، والدارمي ١٢/٢٣ من حديث أم كرز، وصححه ابن حبان (٦٠٤٧) ، وله شاهد من حديث ابن عباس عند ابن حبان (٦٠٤٦) . وحديث "السمت الحسن ... " رواه الترمذي (٢٠١٠) من حديث عبد الله بن سرجس المزني، وحسنه، وهو كما قال. (١) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل الذي روى عنه الأعمش، إلا أنه قد رواه جماعة عن الأعمش، فقالوا فيه: الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة، دون ذكر الرجل المبهم بين الأعمش وبين أبي صالح، ونقل الدارقطني في "العلل" ٣/ورقة ١٦٠ عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي -وهو ثقة من رجال الشيخين- أنه رواه عن الأعمش، عن رجل، عن أبي صالح، عن أبي هريرة،=