=وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" ١٠/١٩ من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن حبيب، عن عبد الله بن كثير، عن عمار بن ياسر، قال: أمرنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نقصر الخطبة، ونطيل الصلاة. وسيرد من وجه آخر وبسياقة أخرى ٤/٣٢٠. وفي الباب عن جابر بن سمرة، قال: "كنت أصلي مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكانت صلاتُه قصداً، وخطبته قصداً" سيرد ٥/٩١، ٩٣ ... وقوله: "إن من البيان سحراً" سلف من حديث ابن مسعود برقم (٤٣٤٢) ، ومن حديث ابن عمر برقم (٤٦٥١) وذكرنا بقية أحاديث الباب هناك. قال السندي: قوله: فأبلغ، أي: في المرام. وأوجز، أي: في الكلام، والمراد أنه ذكر كلاماً مختصراً مشتملاً على الوعظ بأبلغ وجه. فلما نزل: من المنبر، وفرغ من الخطبة. وهذا يدلُ على أنهم كانوا يتكلمون بعد الخطبة قبل الصلاة. تنفّستَ، أي: أطلت. مَئِنَّة، بميم مفتوحة، ثم همزة مكسورة، ثم نون مشددة، أي: موضعٌ يتحقق فيه أنه فقيه، حتى يقال فيه: إنه لفقيه، وهو مشتق من "أنَ" الذي هو حرف تحقيق، فإن ذلك الموضع موضع لاستعمال (أنَّ) . "فإنَّ من البيان سحراً"، أي: مذموماً كالسحر، فلا ينبغي إكثاره، والله تعالى أعلم. (١) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير=