فَأَرَاه أَسْرَع فِيَّ حَتَّى أَصْبَحَتْ … بِيضًا مُتونُ غَوَارِبِي وصِفَاحِي
فَأَنا الكَبيرَةُ سِنُّهُ في قَوْمِه … هَيْهَاتَ كَمْ رَاوَحْتُ مِنْ أَرْوَاحِ
قَدْ عِشتُ لَو تَركَ الزَّمَانُ مُرَزَّءًا … لِبَنِي أُذَيْنَة أَوْ بَنِي الصَبَّاحِ
صَافَحْتُ ذا جَدَنٍ وأَدْرَكَ مَوْلِدِي … عَمْرُو بنُ هِنْدٍ يُتَّقَى بالرَّاحِ
وجَذِيمَةُ الوَضَّاحُ يُخْبِرُنِي أَبِي … عَنه فَأيْن جَذِيمَةُ الوَضَّاحُ (١)
أَفَبَعْدَ أَمْلَاكٍ مَضَوْا مِنْ حِمْيَرٍ … أَرْجُوا الفَلَاحَ ولَاتَ حِينَ فَلَاحِ
١٣٢٣ - وكَعْبٌ المُخَبَّل (٢).
وجَدْتُه في مُقَطَّعاتِ الأعْرَاب، ولا أعرفُ نَسَبَه، وَوجَدتُ له:
يَقُولُ لِيَ المَوْلى الذِي كُنْتُ أَنْتَهِي … لَه حِيْنَ يَنْهَى والنَّصِيحُ المُؤَامِرُ
أَلَمْ تَكُ جَلْدًا قَدْ رَأيتَ بَصِيرَةً … مِنَ الأَمْرِ لَو تَنْهَى هَوَاكَ البَصَائِرُ
وأَخْلَقْتَ إِخْلَاقَ الدَّرِيْسِ وأَصْبَحَتْ … لِدُوْكَ هُمُ المُسْتَعْتَبُونَ الأَخَائِرُ
فقلت: بَلَى إِنِّي رَأيتُ اللَّذْ رَأيتُمَا … وإنِّي لِلَّذْ تَذْكَرانِ لَذَاكِرُ
ولَكِنَّ حُبِّيها أَمَرَّ مَرِيْرَةً … بِنَفْسِي تلوِي بالرجال المَرائِر
وفي الشعراء آخَرٌ يُقَال له: المُخبَّل الفُرَيْعِي، وقد ذكره الآمِدِيُّ أيضًا فلم ننقله؛ لأن الدَارَقُطْنِي ذكره (٣) فقال المُخَبَّل السَّعْدي، وهو هو.
(١) كتب هنا بحذاء البيت: إقواء، وقد عرفته فيما مضى.
(٢) ينظر: «الإكمال» لابن ماكولا (٧/ ١٧٣).
(٣) «المؤتلف والمختلف» (٤/ ٢١٦٨).