(٦٤٠) أخبرناه أبو محمد الجَوْهَري، وأبو القَاسِم التَّنُوخِي، قالا: أخبرنا أبو عُبَيد الله محمد بن عِمْرَان بن موسى، حدثنا أبو الحَسَن علي بن سُلَيْمَان الأَخْفَش، حدثنا أبو العباس أحمد بن يَحْيَى ثَعْلَب، قال: لَقِيَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْريُّ، وصَبَاحُ بنُ خَاقَان، أَحْمَدَ بنَ هِشَام فقال لَهُمَا: لَشَدَّمَا شَهَرَكُمَا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ المَوْصِلِيُّ. فقالا: بمَاذَا؟ فقال: بقوله:
لَامَ فيها مُصْعَبٌ وصَبَاحٌ … فَعَذلْنا مُصْعَبًا وصَباحَا
عَذَلَا ما عَذَلَا ثُمَّ مَلَّا … فاسْترحْنا مِنهُما واسْتَراحَا
قالا: ما قَال إلَّا خيرًا، إنَّما ذَكَر أَنَّا نَهَيْنَاه فَلَم يَنْتَه، لَكِن مَا شَهَرَك به أَشَد، قال: ما هو؟ قالا: قوله:
وَصَافِيَةٍ تُعْشِي العُيونَ لَذِيْذَةٍ … رَهِيْنَةِ عَامٍ في الدِّنَانِ وعَامِ
أَدَرْنَا بها الكَأسَ الرَّوِيَّةَ مَوْهِنًا … مِنْ الليلِ حتى انْجَابَ كُلُّ ظَلَامِ
فَمَا ذَرَّ قَرنُ الشَّمسِ حتى كَأَنَّنَا … مِنَ العِيِّ نَحْكِي أَحْمَد بن هشَامِ
قال: فكأنما سُوِّد وجهه بأنقاس (٢).
(١) ينظر: «الإكمال» لابن ماكولا (٥/ ١٥٩). (٢) أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٨/ ١٦٤)، من طريق الخطيب، به. والأنقاس: جمه نِقس، وهو المداد الذي يكتب به. كتب هنا في الحاشية: يتلوه الوريقة. ولم أعثر عليها.