أبي حَبِيْب، عن ربيعة بن لَقِيط، أخبره عن مَالك بن هِدْم، قال: «غَزونا وعَلينا عَمْرو بن العَاص، وفينا عُمَر بنُ الخَطَّاب وأبو عُبَيدة بن الجَرَّاح، فأصابتنا مَخْمَصَةٌ شَدِيدةٌ، فانطلقتُ أَلْتَمِس المَعِيشَة، فَأَلْفَيتُ قومًا يُريدُون يَنْحَرُون جَزُورًا لهم فقلت: إن شئتم كَفَيتُكم نَحْرَها وعَمَلَها وأعطوني منها، فَفعلتُ فَأعطوني منها شيئا، فَصنعتُه، ثم أتيتُ عُمَر بن الخطاب، فسألني من أين هو؟ فأخبرته، فقال: أسمعك قد تَعَجَّلت أَجْرك، وأَبَى أن يَأكُلَه، ثم أتيتُ أبا عُبَيْدة فأخبرته فقال لي مِثلَها، وأَبَى أن يأكلَه، فلما رأيتُ ذلك تَركْتُها، قال: ثم أبردوني (١) في فَتْح لنا، فقدمت على رسول الله ﷺ، فقال: صَاحِبُ الجَزُور. ولم يَزد عَليَّ شيئًا».
وفي حديث سَعِيد: لم يَزِدْني عَلى ذَلِك (٢).
(١) أي أرسلوني بريدًا. (٢) أخرجه أحمد في «المسند» (٢٣٩٧٨) من طريق ابن المبارك، به.