فأعلم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم بذلك عند الصّبح. فخرج أبو بكر رضي اللَّه عنه فأوفي على سلع [ (٢) ] فصاح: قد تاب اللَّه على كعب بن مالك! يبشره. فأتاه حمزة بن عمرو فبشره، فنزع ثوبيه وكساهما إياه، ولا يملك غيرهما، واستعار ثوبين من أبي قتادة فلبسهما، ثم انطلق إلى رسول اللَّه والناس يهنئونه، وخرج أبو الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل إلى هلال يبشره فلما أخبره سجد ولقيه الناس يهنئونه، فما استطاع المشي- لما أصابه من الضعف والحزن والبكاء- حتى ركب حمارا. وبشّر مرارة بن ربيع بن سلكان بن سلامة بن وقش، فأقبل حتى توافدوا عند النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم.
[انخلاع كعب من ماله]
فقام طلحة بن عبيد اللَّه يتلقى كعب بن مالك. فلمّا سلّم على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال له- ووجهه يبرق من السرور-: أبشر بخير يوم مر عليك منذر ولدتك أمّك! فقال: أمن عندك يا رسول اللَّه أو من عند اللَّه؟ قال: من عند اللَّه، وتلا
[ (١) ] الآيات ١١٧- ١١٩/ التوبة، وفي (خ) «الأنصار» الآيات. [ (٢) ] سلع: جبل بسوق المدينة.