فكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يرد من جاءه من الرجال، ولا يرد من جاءه من النساء، وقدم أخواها من غد قدومها- الوليد وعمارة ابنا عقبة بن أبي معيط-
فقالا:
يا محمد! ف [ (٢) ] لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه. فقال: قد نقض ذلك.
فانصرفا إلى مكة فأخبرا قريشا، فلم يبعثوا أحدا، ورضوا بأن تحبس النساء.
[فرار أميمة بنت بشر وهجرتها إلى المدينة]
ويقال: إن أميمة بنت بشر الأنصارية، ثم من بني عمرو بن عوف، كانت تحت حسان بن الدحداح [ (٣) ] [أو ابن الدحداحة] وهو يومئذ مشرك، ففرت من زوجها بمكة وأتت [ (٤) ] رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم تريد الإسلام، فهم أن يردها إلى زوجها، حتى أنزل اللَّه تعالى: فَامْتَحِنُوهُنَّ [ (٥) ] . ثم زوجها رسول اللَّه سهل بن حنيف، فولدت له عبد اللَّه بن سهل.
[طلاق الكوافر]
وأنزل اللَّه تعالى: وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ [ (٥) ] فطلق عمر بن الخطاب امرأتين هما: قريبة بنت أبي أمية، [بن المغيرة] [ (٦) ] ، فتزوجها معاوية بن أبي
[ (١) ] الآية ١/ الممتحنة، وفي (خ) « ... فامتحنوهن، الآية» . [ (٢) ] ف: فعل الأمر من أوفى. [ (٣) ] في (خ) هكذا: «كانت ثابت بن الدحاح» والصواب «كانت تحت» حيث أن ثابت بن الدحاح رضي اللَّه عنه قد استشهد بأحد (ابن سيد الناس) ج ٢ ص ٢٩. [ (٤) ] في (خ) «أنت» . [ (٥) ] من الآية ١٠/ الممتحنة. [ (٦) ] في (خ) «قريبة بنت أمية» وما بين القوسين زيادة من (ط) ، وفي (الواقدي) «زينب بنت أمية» .