وأبو سفيان في سفح الجبل فقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: ليس لهم أن يعلونا فانكشفوا [ (٢) ] .
خبر النّعاس
وألقى اللَّه النعاس على من مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وهم سلّم [ (٣) ] لمن أرادهم، لما بهم من الحزن فناموا ثم هبوا من نومهم كأن لم تصبهم قبل ذلك نكبة. وقال معتب ابن قشير، ويقال: بشير بن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك ابن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا! فأنزل اللَّه تعالى: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ [إلى آخر الآيات] [ (٤) ] قال أبو اليسر كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن غنم [ (٥) ] بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري: لقد رأيتني يومئذ- في أربعة عشر رجلا من قومي- إلى جنب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وقد أصابنا النعاس أمنة، فما منهم إلا رجل يغط غطيطا حتى إن الجحف [ (٦) ] لتناطح. ولقد رأيت سيف بشر بن البراء بن معرور سقط من يده وما يشعر به حتى أخذه بعد ما تثلم: وإن المشركين لتحتنا. وقال أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد بن مناة بن عدي ابن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري: ألقي علينا النعاس، فكنت أنعس حتى سقط سيفي من يدي. وكان النعاس لم يصب أهل النفاق والشك يومئذ، فكل [ (٧) ] منافق يتكلم بما في نفسه، وإنما أصاب النعاس أهل اليقين والإيمان.
[ (١) ] في (خ) «الرسل الآية» ١٤٤/ آل عمران. [ (٢) ] في (خ) «ما انكشفوا» ، وما أثبتناه رواية (الواقدي) ج ١ ص ٢٩٥. [ (٣) ] السّلم: الاستسلام والتسليم، والأسر من غير حرب (المعجم الوسيط) ج ١ ص ٤٤٦. [ (٤) ] الآيات من ١٥٣- ١٥٥/ آل عمران. [ (٥) ] في (خ) «ابن غزيه» وهو خطأ، ونسبه في (الإصابة) هكذا: «كعب بن عمرو بن عباد بن سواد بن عنم الأنصاري أبو اليسر» راجع (الإصابة) ترجمة رقم ٧٤١٦ ج ٨ ص ٣٠١. [ (٦) ] الجحف: تقول: جحف فلان مع فلان جحفا: مال. [ (٧) ] في (خ) «وكل» وما أثبتناه من (المغازي) ج ١ ص ٢٩٦.