وأقبل أبو جهل يحض المشركين على القتال بكلام كثير [ (١) ] وجعل صلّى اللَّه عليه وسلّم شعار المهاجرين «يا بني عبد الرحمن» وشعار الخزرج «يا بني عبد اللَّه» والأوس «يا بني عبيد اللَّه» .
ويقال: كان شعار رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: «يا منصور أمت» [ (٢) ]
وقال صلّى اللَّه عليه وسلّم: إن الملائكة قد سوّمت فسوّموا [ (٣) ] ، فأعلموا بالصوف في مغافرهم وقلانسهم، وكان أربعة يعلمون في الزحوف [ (٤) ] ،
فكان حمزة معلما بريشة نعامة، وعلي معلما بريشة نعامة «وعليّ معلما بصوفة بيضاء، والزبير معلما بعصابة صفراء- وكان يحدّث أن الملائكة نزلت يوم بدر على خيل بلق عليها عمائم صفر- وكان أبو دجانة معلما بعصابة حمراء.
[خبر قتال الملائكة يوم بدر]
وقال سهيل بن عمرو: ولقد رأيت يوم بدر رجالا بيضا على خيل بلق بين السماء والأرض معلمين، يقتلون ويأسرون، وقال أبو أسيد الساعدي [بعد أن ذهب بصره] [ (٥) ] ، لو كنت معكم الآن ببدر [ومعي بصري] [ (٥) ] لأريتكم الشّعب الّذي خرجت منه الملائكة. وكان [ (٦) ] ابن عباس يحدّث عن رجل من بني غفار حدثه، قال: أقبلت أنا وابن عم لي يوم بدر حتى أصعدنا في [ (٧) ] جبل ونحن مشركان ننتظر الوقعة على من تكون الدبرة [ (٨) ] ، فننتهب مع من ينتهب، فبينا نحن في الجبل إذ رأيت سحابة دنت منا «فسمعت فيها حمحمة الخيل وقعقعة الحديد، وسمعت قائلا يقول: أقدم حيزوم. فأما ابن عمي فانكشف قناع قلبه فمات، وأما
[ (١) ] من هذا الكلام الكثير: «لا يغرنكم خذلان سراقة بن جعشم إياكم فإنما كان على ميعاد من محمد وأصحابه، سيعلم إذا رجعنا إلى مديد ما نصنع بقومه» من (المغازي) ج ١ ص ٧١. [ (٢) ] في (ابن هشام) ج ٢ ص ٢٠١ «أحد أحد» . [ (٣) ] أي اتخذوا سيما وهي العلامة، قال تعالى: سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ من الآية ٢٩/ الفتح. [ (٤) ] في (خ) «الرجوف» . والزحوف: جمع زحف وهو لقاء العدو، والقلانس: جمع قلنسوة، وهي مما يلبس في الرأس. [ (٥) ] زيادات للإيضاح. [ (٦) ] في (خ) «فكان» . وما أثبتناه من (ط) و (ابن هشام) . [ (٧) ] الخبر في (المغازي) ج ١ ص ٧٦. [ (٨) ] الدّبرة: الهزيمة. وفي (المغازي) ج ١ ص ٧٦ «الدائرة» .