٧٤ - قال أبو عبيدة:(جاء رجلٌ إلى قومٍ في المسجد وفيهم عبد الله بن مسعود، فقال: إن أخاكم كعبًا يقرئُكم السلام، ويبشّركم أن هذه الآية ليست فيكم: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾ [آل عمران: ١٨٨]. فقال له عبدُ الله: وأنت فأقرئه السلام، وأخبره أنها نزلَت وهو يهوديّ)(١).
٧٥ - قال عمرو بن دينار:(قدم علينا جابرُ بن عبد الله في عُمْرَة، فانتهيتُ إليه أنا وعطاء، فقلت: ﴿وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾ [البقرة: ١٦٧]. قال: أخبَرني رسولُ الله ﷺ أنهم الكفار. قلت لجابر: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ﴾ [آل عمران: ١٩٢]، قال: وما أَخْزاه حين أحْرقَه بالنار! وإنَّ دُون ذلك لخِزْيًا)(٢).
٧٦ - قال الأشعث الحَمْلي:(قلتُ للحسن: يا أبا سعيد أرأيتَ ما تَذكر من الشفاعة حقٌّ هو؟ قال: نعم حقّ. قلتُ: يا أبا سعيد أرأيت قول الله تعالى: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ﴾ [آل عمران: ١٩٢]، و ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا﴾ [المائدة: ٣٧]، قال: فقال لي: إنك والله لا تستطيعُ على شيء، إنّ للنار أهلًا لا يخرجون منها كما قال الله. قلت: يا أبا سعيد: فيمن دخلوا ثم خرجوا؟ قال: كانوا أصابوا ذنوبًا في الدنيا، فأخذهم الله بها فأدخلهم بها، ثم أخرجهم بما يعلم في قلوبهم من الإيمان والتصديق به)(٣).
٧٧ - ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ﴾ [آل عمران: ١٩٣]. قال محمد بن كعب القرظي:(ليس كل الناس سمع النبي ﷺ، ولكن المنادي: القرآن)(٤).
(١) جامع البيان، لابن جرير ٦/ ٢٩٦. (٢) جامع البيان، لابن جرير ٦/ ٣١٣. وينظر: الدر المنثور، للسيوطي ٢/ ٣٨٣. (٣) جامع البيان، لابن جرير ٦/ ٣١٢. (٤) جامع البيان، لابن جرير ٦/ ٣١٤. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ٣٥٢).