تأوَّلوا هذه الآية على غير أمرٍ بمعروفٍ ولا نهيٍ عن المنكر: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ [المائدة: ١٠٥]» (١).
* سورة الأنعام:
١٤١ - جاء رجلٌ من الخوارج إلى ابن أبزى، وقرأ عليه هذه الآية: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ﴾ [الأنعام: ١]، وقال له:(أليس الذين كفروا بربهم يعدلون؟ قال: بلى. قال: وانصرف عنه الرجل، قال له رجل من القوم: يا ابن أبزى إن هذا قد أراد تفسير هذه غير هذا، إنه رجل من الخوارج. فقال: ردّوه عليّ. فلما جاءه قال: هل تدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قال: لا. قال: إنها نزلت في أهل الكتاب، اذهب ولا تضعها على غير حدِّها)(٢).
١٤٢ - ومثلُه عن علي بن أبي طالب ﵁. (٣)
١٤٣ - ﴿فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ [الأنعام: ٣٣]. عن ابن عباس ﵁:(أنه قرأ (فإنَّهم لا يكذِبونك مخففة)، قال: لا يقدرون على ألّا تكون رسولًا، وعلى ألّا يكون القرآن قرآنًا، فأمّا أن يكذِّبوك بألسنتهم فهم يكذِّبونك، فذاك الكذب، وهذا التكذيب) (٤).
(١) الدر المنثور، للسيوطي ٣/ ٢٠٠. (٢) جامع البيان، لابن جرير ٩/ ١٤٨. (٣) تفسير ابن أبي حاتم ٤/ ١٢٦٠. (٤) الدر المنثور، للسيوطي ٣/ ٢٤٠.