بلغ: ﴿وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ [الإسراء: ٧٠]. فقال ابن عباس: فمن كان أعمى عن هذا النعيم الذي قد رأى وعاين، فهو في أمر الآخرة التي لم تُر ولم تُعاين: ﴿أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً﴾ [الإسراء: ٧٢]) (١).
٢٥٩ - ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [الإسراء: ٨٥]. عن يزيد بن زياد أنه بلغه أن رجلين اختلفا في هذه الآية، فقال أحدهما:(إنما أُريد بها أهلُ الكتاب. وقال الآخر: بل إنه محمد ﷺ، فانطلق أحدهما إلى ابن مسعود ﵁ فسأله، فقال: ألست تقرأ سورة البقرة؟ فقال: بلى. فقال: وأيّ العلم ليس في سورة البقرة؟! إنما أُريد بها أهلُ الكتاب)(٢).
* سورة الكهف:
٢٦٠ - قال ابن عباس ﵁:(إن الرجل ليُفسر الآية يرى أنها كذلك فيهوي أبعد ما بين السماء والأرض. ثم تلا: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً﴾ [الكهف: ٢٥]، ثم قال: كم لبث القوم؟ قالوا: ثلاثمائة وتسع سنين. قال: لو كانوا لبثوا كذلك لم يقل الله: ﴿قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا﴾ [الكهف: ٢٦]، ولكنه حكى مقالة القوم فقال: ﴿سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ﴾ [الكهف: ٢٢]، وأخبر أنهم لا يعلمون، قال: سيقولون: ﴿وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً﴾ [الكهف: ٢٥])(٣).