من المسك، وماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل». قال: صدق والله إنه لَلخير الكثير) (١).
* سورة النصر:
٤١٤ - قال ابن عباس ﵁:(كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأنّ بعضهم وجدَ في نفسه، فقال: لِمَ تُدخل هذا معنا ولنا أبناءُ مثله؟ فقال عمر: إنه مَنْ حيثُ علمتم. فدعاه ذات يوم فأدخله معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليُرِيهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: ١]؟ فقال بعضهم: أُمِرنَا نحمدُ اللهَ ونستغفِرُه إذا نَصرَنا وفَتحَ علينا. وسكت بعضهم فلم يقل شيئًا. فقال لي: أكذاك تقول يا ابنَ عباس؟ فقلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجَلُ رسولِ الله ﷺ أَعْلَمَه له؛ قال: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ [النصر: ١] وذلك علامةُ أَجَلِك: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾ [النصر: ٣]. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول)(٢).
* * *
(١) مسند أحمد ١٠/ ١٤٥، وجامع البيان، لابن جرير ٢٤/ ٤٨٩. (٢) صحيح البخاري ٨/ ٦٠٦ (٤٩٧٠). وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ١٥٦).