٧٨ - ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ﴾ [آل عمران: ١٩٦]. قال قتادة:(والله ما غَرّ نبيٌّ، ولا وَكَل إليهم شيئًا من أمر الله حتى قبضه الله على ذلك)(١).
٧٩ - عن داود بن صالح قال: قال لي أبو سلمة بن عبد الرحمن: (يا ابن أخي، هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية: ﴿اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا﴾ [آل عمران: ٢٠٠]؟ قال: قلت لا. قال: إنه يا ابن أخي لم يكن في زمان النبي ﷺ غزو يُرَابَط فيه، ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة)(٢).
٨٠ - قال أبو سلمة بن عبد الرحمن:(أقبلَ عليَّ أبو هريرة ﵁ يومًا فقال: أتدري يا ابن أخي فيم أنزلت هذه الآية ﴿اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا﴾ [آل عمران: ٢٠٠]؟ قال: قلت: لا. قال: أما إنّه لم يكن في زمان النبي ﷺ غزوٌ يُرابطون فيه، ولكنها نزلَت في قومٍ يَعمُرون المساجد، يصلون الصلاة في مواقيتها، ثم يذكرون الله فيها، فعليهم أُنزلت: ﴿اصْبِرُوا﴾ أي: على الصلوات الخمس. ﴿وَصَابِرُوا﴾: أنفسَكم وهواكم. ﴿وَرَابِطُوا﴾: في مساجدكم. ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾: فيما علَّمكم. ﴿لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: ٢٠٠])(٣).
(١) تفسير ابن أبي حاتم ٣/ ٨٤٥. (٢) جامع البيان، لابن جرير ٦/ ٣٣٤. وينظر: استدراكات السلف في التفسير (ص: ١٧٠). (٣) الدر المنثور، للسيوطي ٢/ ٣٨٨.