(فقلت: بخ بخ)(٣) كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء، وتكرر للمبالغة، مبنية على السكون، فإن وُصلت جُرَّت ونونت، وربما شددت (ما أجود هذه! ) يعني هذه الكلمة أو الفائدة أو البشارة أو العبادة، وجودتها من جهات؛ منها أنها مسهلة ميسرة يقدر عليها كل أحد بلا مشقة. ومنها: أن أجرها عظيم، قاله النووي (٤).
(فقال رجل بين يدي) أي الذي كان قدامي: (التي قبلها) أي الكلمة التي كانت قبل تلك الكلمة التي سمعتها آنفًا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يا عقبة أجود منها) أي من تلك الكلمة، فلفظ:"التي قبلها" مبتدأ، ولفظ:"أجود منها" خبره، والجملة مقولة لقال.
(فنظرت فإذا هو) أي الرجل الذي بين يدي (عمر بن الخطاب، قلت: ما هي) أي الكلمة التي قبل تلك الكلمة (يا أبا حفص؟ ) كنية عمر بن الخطاب (قال) أي عمر: (إنه) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال آنفاً) أي قريبًا، وهو بالمد على اللغة المشهورة، وبالقصر على لغة صحيحة، قرأها البزي (٥)
(١) وفي نسخة: "فقلت". (٢) وفي النسخ القديمة والمجتبائية: "يا با حفص" بدون الألف. (٣) ذكره ابن رسلان فيه عدة وجوه. (ش). (٤) "شرح صحيح مسلم" للنووي (٢/ ١٢٢). (٥) "البزي" بفتح الباء وكسر الزاي المشددة، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة المكي، مقرئ أهل مكة. "الأنساب" (١/ ٢٤٦).