وقال الخليل:{وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}[الشعراء: ٨٢].
وقال:{لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا}[الحشر: ٨]، وابتغاء ذلك هو طلبُه، وهو الرجاء في العمل.
فإن الرجاءَ قد يكونُ من باب المحبَّة والإرادة والطلب الذي يَتْبَعُ اعتقادَ جواز [وقوع](١) المحبوب، والخوفَ من باب النفرة والكراهة والبغض الذي يَتْبَعُ اعتقادَ جواز وقوع المكروه.
ولهذا قيل:"من رجا شيئًا طَلَبه، ومن خاف من شيءٍ هَرَبَ منه"(٢)، أي: من رَجَاه بقلبه طَلَبه بنفسه، ومن خافه بقلبه هَرَب منه.
(١) ليست في الأصل، وكتب الناسخ في الطرة: "لعله كذا: وقوع". وهو كما رجا، وسيأتي نظيره. (٢) روي مرفوعًا من حديث حذيفة - رضي الله عنه - عند ابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (١٣٢)، وأبي القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (٥٠٥)، ومن حديث أنس - رضي الله عنه - عند الخطيب في "تلخيص المتشابه" (٢/ ٦٩٧)، ولا يصحُّ منهما شيء. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (٣٠٥)، وأحمد في "الزهد" (١٤٠٠)، وابن أبي الدنيا في "الوجل والتوثق بالعمل" (١)، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٢٩٢) وغيرهم عن مسلم بن يسار. وهو في "الحنائيات" (٢٥٣) عن المضاء بن عيسى. وينسبُ إلى عليٍّ - رضي الله عنه - في كتب الأدب.