بخير فقد غَزَا". ويكون الجهاد باليد والقلب واللِّسان، كما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (١): "جاهِدُوا المشركينَ بأيديكم وألسنتِكم وأموالِكم"، وكما قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الحديث الصحيح (٢): "إن بالمدينة لَرِجالاً ما سِرْتُمْ مَسِيرًا ولا قَطَعْتُمْ واديًا إلا كانوا معكم حَبَسَهُم العُذرُ". فهؤلاء كان جهادهم بقلوبِهم ودُعائِهم.
وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (٤): "السَّاعِي (٥) عَلَى الصَّدَقَة بالحقِّ كالمجاهِدِ في سبيلِ الله".
وقال أيضًا (٦): "المُجَاهِدِ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ في الله"، كما قال (٧):
(١) أخرجه أحمد (٣/ ١٢٤، ١٥٣) والدارمي (٢٤٣٦) وأبو داود (٢٥٠٤) والنسائي (٦/ ٧، ٥١) عن أنس بن مالك. (٢) البخاري (٢٨٣٩، ٤٤٢٣) ومسلم (١٩١١) عن أنس بن مالك. (٣) سورة النساء: ٩٥. (٤) أخرجه أحمد (٤/ ١٤٣) وأبو داود (٢٩٣٦) والترمذي (٦٤٥) وابن ماجه (١٨٠٩) عن رافع بن خديج بلفظ: "العامل على ... ". قال الترمذي: حديث حسن صحيح. (٥) في الأصل: "الساعين". (٦) أخرجه أحمد (٦/ ٢١، ٢٢) وابن ماجه (٣٩٣٤) عن فضالة بن عبيد. (٧) ضمن الحديث السابق. وبعضه عند البخاري (١٠، ٦٤٨٤) عن عبد الله بن عمرو، وعند مسلم (٤١) عن جابر.