تضمنت الآية أحكاماً فقهية بالأسلوب الخبري وتفاصيل ذلك فيما يأتي:
أولا: قوله تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا﴾ تضمنت هذه الآية وجوب العمرة، ووجوبها على الآفاقي استدلالاً بهذه الآية، أو بغيرها- كما سيأتي- في قوله تعالى: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ [البقرة: ١٩٦] هو مذهب الشافعية (١) والحنابلة (٢) وقول عند الحنفية (٣)، والمالكية (٤).
ووجه الاستدلال على هذه الحكم من هذه الآية- على القول بأنها بمعنى الطلب (٥) - هو: أن المولى ﷾ أخبر بأنه جعل البيت مثابة للناس، أي: معاداً
(١) انظر: المجموع (٧/ ١١، ٧)، مغني المحتاج (١/ ٤٦٠)، نهاية المحتاج (٣/ ٢٢٨). (٢) انظر: المغني (٥/ ١٣)، الإنصاف (٣/ ٣٨٧)، كشاف القناع (٢/ ٣٧٦). (٣) انظر: مجمع الأنهر (١/ ٢٥٧). (٤) انظر: المقدمات الممهدات (١/ ٣٠٤). (٥) وهو الصحيح - بإذن الله - كما هو ظاهر؛ ولأن العلماء قدروا (القول) في الجملة التي تليها (واتخذوا) أي: وقلنا اتخذوا، حتى لا يكون من باب عطف الإنشاء على الخبر وذهب بعض المفسرين إلى أن المراد بالآية الخبر على حقيقته، وحملوا الآية على أحد التأويلات التالية: ١ - إنهم يثوبون إليه في كل عام. ٢ - إنه لا ينصرف أحد عنه إلا وهو يتمنى العود إليه. ٣ - إنهم يحجون إليه فيثابون عليه. انظر: تفسير حدائق الروح والريحان للشيخ محمد الأمين الهروي (٢/ ٢٥٧).