أخبرنا الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد قال: حدثني عبد الله بن عطاء بن إبراهيم -مولى صفية بنت عبد المطلب- عن عروة بن الزبير، عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"الفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون".
هذا حديث أخرجه الترمذي (١): عن يحيى بن موسى، عن يحيى بن اليمان، عن معمر، عن محمد بن المنكدر، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس".
"أفطر" الصائم يفطر إفطارًا وهو مفطر والاسم الفطر، وقوم مفاطير وقوم فطر أي: مفطرون، وكأنه مصدر في الأصل.
"والأضحى" بفتح الهمزة والقصر: اسم يوم عيد النحر، والأصل فيه الأضحية: وهي الشاة التي تذبح يوم العيد.
قال [الأصمعي](٢): فيه أربع لغات: أُضحية وأَضحية وضحية وأضحاة والأوليان يجمعان على الأضاحي مثل: أتقية وأتاقي، والثالثة على ضحايا مثل: عطية وعطايا، والرابعة على أضحى مثل: أرطاة وأرطى وبهذه الرابعة سمي يوم العيد.
وقال الفراء: الأضحى يذكر ويؤنث، فمن ذكَّر ذهب به إلى اليوم، ومن أَنَّثَ فلأنه جمع أضحاة.
قال الترمذي (٣): وفسر أهل العلم هذا الحديث فقالوا: إنما معنى هذا أن
(١) الترمذي (٨٠٢) وقال: سألت محمدًا قلت له: محمد بن المنكدر سمع من عائشة؟ قال: نعم، يقول في حديثه: سمعت عائشة، قال أبو عيسى: هذا حديث غريب صحيح من هذا الوجه. (٢) بالأصل [الأمعي] وهو تصحيف. (٣) الترمذي (٣/ ٧١). (*) قال معد الكتاب للشاملة: كذا في المطبوعة، ولعل صوابها: "الفرع العاشر"، والله أعلم.