وهذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه البخاري (١)، ومسلم (٢)، وأبو داود (٣)، والنسائي (٤)، إلا أنهم لم يذكروا معاوية وقوله.
فأما البخاري: فأخرجه عن يحيى بن [سليمان](٥) عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن كريب أن ابن عباس والمسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن أزهر أرسلوه إلى عائشة، فقالوا: اقرأ عليها السلام منا جميعًا، وسلها عن الركعتين بعد صلاة العصر؟ وقل لها: إنا أخبرنا أنك تصلينهما، وقد بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهي عنهما، قال ابن عباس: وكنت أضرب الناس مع عمر بن الخطاب عنها، قال كريب: فدخلت على عائشة، فبلغتها ما أرسلوني فقالت: سل أم سلمة، فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها، فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة، فقالت أم سلمه:"سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عنهما، ثم رأيته يصليهما حين صلى العصر، ثم دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار، فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه فقولي له: تقول لك أم سلمة: يا رسول اللَّه، سمعتك تنهى عن هاتين وأراك تصليهما؟ فإن أشار بيده فاستأخرى عنه، [ففعلتْ](٦) الجارية، فأشار بيده فاستأخرت عنه، [فلما](٧) انصرف قال: "يا ابنة أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر، وإنه أتاني ناس من عبد القيس -زاد في رواية بالإسلام- فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان".
وأما مسلم: فأخرجه عن حرملة، عن ابن وهب، بالإسناد ونحوه.
وأما أبو داود: فأخرجه عن [أحمد](١) بن صالح، عن ابن وهب، بالإسناد،
(١) البخاري (١٢٣٣). (٢) مسلم (٨٣٤). (٣) أبو داود (١٢٧٣). (٤) النسائي (١/ ٢٨١ - ٢٨٢)، وفي الكبرى (١٥٥٧). (٥) بالأصل [سليم] وهو تصحيف، والصواب هو المثبت كذا عند البخاري. (٦) بالأصل [ففعل] وهو خطأ والتصويب من رواية البخاري. (٧) بالأصل [فإنما] وهو خطأ، والتصويب من رواية البخاري.