عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا إنه سيخرج في أمتي أشداء أحداء زلقة ألسنتهم بالقرءان لا يجاوز تراقيهم؛ فإذا لقيتموهم فأنيموهم ثم إذا رأيتموهم [فأنيموهم](١) فالمأجور من قتلهم".
وأخرج أيضًا: حديث وكيع بإسناده عن علي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"يخرج قوم يقرؤن القرءان لا يجاوز تراقيهم، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم".
هذا حديث صحيح، أخرجه البخاري (٢) ومسلم (٣).
وأخرج أيضًا: من حديث كثير بن هشام بإسناده عن أبي أمامة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الخوارج:"طوبى لمن قتلهم وقتلوه".
وأخرج أيضًا: من حديث يزيد بن هارون، عن هشام بإسناده عن علي -كرم الله وجهه- قال: لولا أن تبطروا لحدثتكم ما وعد الله على لسان نبيه للذين يقتلونهم رجل مخدج اليد، أو شدون إليه، أو مودن اليد.
هذه الأحاديث استدل بها الشافعي على قتال الخوارج.
قال: فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتال أقوام يخرجون فوصفهم، ولم نعلم أحدًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أنكر على عليِّ -رضي الله عنه- قتاله الخوارج، وقد
تأول [علي](٤) -رضي الله عنه- أن الذين أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتلهم هم الخوارج، وذلك أنه قال: علامتهم رجل مخدج، وقال أبو سعيد الخدري في حديثه في الخوارج: فأتيت أريد قتالهم فوجدت عليًا قد سبقنا إليهم.
(١) من المعرفة (١٢/ ٢٣٠). (٢) البخاري (٣٦١١). (٣) مسلم (١٠٦٦). (٤) تكررت في الأصل.