رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام يوم النحر خطيبًا فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم قال:"لا يذبح أحد حتى يصلي" فقام خالي فقال: يا رسول الله، هذا يوم اللحم فيه مكروه وإني ذبحت نسكي وأطعمت أهلي وجيراني، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "قد فعلت فأعد ذبحا" قال: عندي عناق لبن هي خير من شاتي لحم، فقال:"هي خير نسيك، لا يجزئ جذعة عن أحد بعدك".
أخرجه الجماعة إلا مالكًا (١).
قال: قوله: "هي خير نسيك" أنك ذبحتهما تنوي بهما نسكين فلما قدمت الأولى قبل وقت الذبح، كانت الآخرة هي النسيكة والأولى غير نسيكة وإن نويت بها النسيكة.
وقوله:"لا تجزئ عن أحد بعدك" على أنها له خاصة.
وقوله:"عناق لبن" يعني عناقًا تقتنى للبن لا لذبح.
وقد أخرج المزني: عن الشافعي، أنس بن عياض، عن محمد بن أبي يحيى -مولى الأسلمين- عن أمه قالت: أخبرتني أم بلال بنت هلال، عن أبيها أن رسول - صلى الله عليه وسلم - قال:"يجزئ الجذع من الضأن".
هكذا ذكره المزني عن (٢) أبيها، وليس في الحديث ذكر أبيها، كذا رواه يحيى القطان.
وأخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا مالك، عن أبي الزبير، عن جابر قال:"نحرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة".
هذا حديث صحيح أخرجه الجماعة إلا البخاري.
فأما مالك (٣): فأخرجه إسنادًا ولفظًا.
(١) البخاري (٥٥٥٦)، مسلم (١٩٦١) أبو داود (٢٨٠٠)، الترمذي (١٥٠٨) وقال: هذا حديث حسن صحيح، النسائي (٧/ ٢٢٢). (٢) انظر المعرفة (١٤/ ٢٨ - ٢٩). (٣) الموطأ (٢/ ٣٨٧ رقم (٩).