قال: وقد عزى قوم من الصالحين بتعزية مختلفة، فأحب أن يقول قائل هذا ويترحم على الميت ويدعو له ولمن خلف.
وتفصيل القول: أن التعزية سنة، وقد ورد فيها الأجر قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من عزّى مصابًا كان له مثل أجره"(١).
فالشافعي قد تكلم فيها من ثلاثة أوجه:
أحدها: في وقت التعزية: وهو من حين يموت إلى أن يدفن وعقيب الدفن.
وقال الثوري: لا يعزى بعد الدفن.
والثاني فيمن يعزى، قال: الكبير والصغير والرجل والمرأة إلا أن تكون شابة فلا أحب أن يعزيها إلا ذو رحم، ويخص بالتعزية صغارهم وخيارهم فإن الثواب في تعزيتهم أكثر.
الثالث: في لفظ التعزية قال: أحب أن يقول مثل ما عزى به أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكرناه بعضهم (٢) أنه يقول: أعظم الله أجرك، وأحسن عزاءك، وغفر لميتك.
أخبرنا الشافعي -رضي الله عنه- أخبرنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر قال: لما جاء نعي جعفر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اجعلوا لآل جعفر طعامًا، فإنه قد جاءهم أمر يشغلهم" -أو ما يشغلهم- شك سفيان.
هكذا جاء هذا الحديث فيما رواه الأصم في المسند عن جعفر بن محمد،
(١) أخرجه الترمذي (١٠٧٣)، وابن ماجه (١٦٠٢)، والبيهقي في سننه (٤/ ٥٩) وغيرهم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وقال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث علي ابن عاصم. وروى بعضهم عن محمد بن سوقة بهذا الإسناد مثله مرقوفًا ولم يرفعه، ويقال: أكثر ما ابتلي به علي بن عاصم بهذا الحديث، نقموا عليه. قلت: والحديث ضعفه الألباني -رحمه الله- في الإرواء (٧٦٥) فانظره هناك. (٢) كذا بالأصل.