شرب الخمر، ونكاح أمّهات أولاد أبيك، واستخفافك بالدين.» قال:
- «حسبك يا أخا السكاسك، فلعمرى لقد أكثرت وأغرقت. فإنّ فيما أحلّ الله لسعة عمّا ذكرت وو الله [١٨٧] لا اجتمعت [١] كلمتكم بعدي.» ورجع إلى القصر. وأخذ مصحفا فنشره وجلس يقرأ. وقال:
- «يوم كيوم عثمان.» وكان أول من علا الحائط يزيد بن عنبسة. فتحدّث المثنى بن معاوية قال:
دخلت القصر فإذا الوليد قائم فى قميص قصب وسروايل وشى ومعه سيف فى غمد والناس يشتمونه. ثمّ كثر الناس عليه وتعاوروه بأسيافهم فقتل.
[رأس الوليد وما فعل به]
وكان جعل يزيد بن الوليد فى رأس الوليد مائة ألف فانتهب الناس عسكر الوليد وخزائنه وأمر يزيد بنصب الرأس على رمح وطيف به فى مدينة دمشق ثمّ قال:
- «ادفعوه إلى سليمان [٢] أخى الوليد.» وكان سليمان أخو الوليد ممّن سعى على أخيه. فغسل الرأس ووضع فى سفط وأتى به سليمان فنظر إليه ثمّ قال:
- «بعدا له وسحقا أشهد أنّه كان شروبا للخمر فاسقا ماجنا ولقد أرادنى الفاسق على نفسي.» فخرج حامل الرأس وهو ابن فروة من الدار فتلقّته مولاة للوليد. فقال لها:
[١] . لا تجتمع: فى الأصل وآ: لا اجتمعت. فى مط: ما اجتمعت. وما أثبتناه يوافق الطبري (٩: ١٨٠١) [٢] . سليمان: كذا فى الأصل وآ: سليمان. فى مط: سلمان.