وفيها بنى المنصور مدينة الرافقة، ووجّه ابنه المهدىّ لبنائها، فبناها على [بناء][٢] مدينة بغداد فى أبوابها وفصولها ورحابها وشوارعها وخندق أبو جعفر على الكوفة والبصرة. وجعل ما أنفق على ذلك من أموال أهلها.
فيحكى: أنّه لمّا أراد بناء سور الكوفة وحفر الخندق لها، أمر بقسمة خمسة دراهم [٣] خمسة دراهم على أهل الكوفة، وأراد بذلك علم عددهم، فلمّا عرف عددهم أمر بجبايتهم أربعين درهما من كلّ إنسان، [٤٧٧] فجبوا [٤] . ثمّ أمر بإنفاق ذلك على سور الكوفة وحفر الخندق لها، فقال شاعرهم:
يا لقوم [٥] ما لقينا ... من أمير المؤمنينا
قسم الخمسة فينا ... وجبانا الأربعينا
[عزل أسيد عن الجزيرة]
وفيها عزل المنصور يزيد بن أسيد عن الجزيرة وولّاها أخاه العبّاس بن محمّد، فشكا يزيد إلى أبى العبّاس فقال:
[١] . أضفناها عن آومط والطبري (١٠: ٣٦٧) [٢] . تكلمة من الطبري (١٠: ٣٧٣) [٣] . فى الأصل وآ: درهم فى كلا الموضعين. [٤] . الضبط من الأصل. [٥] . فى الطبري (١٠: ٣٧٤) : تقومى.