كان عمر بن حفص أوفد وفدا من السند منهم عقبة بن سلم، فدخلوا على أبى جعفر، فلمّا قضوا حوائجهم فأرادوا النهوض ونهضوا، استردّ عقبة، فأجلسه ثمّ قال:
- «من أنت؟» قال: «رجل من جند أمير المؤمنين وخدمه، صحبت عمر بن حفص.» قال: «ما اسمك؟» قال: «عقبة بن سلم بن نافع.» قال: «ممّن أنت؟» قال: «من الأزد، من بنى هناة [٢] .» قال: «إنّى لأرى لك هيئة وموضعا وإنّى لأريدك لأمر أنا به معنىّ لم أزل أرتاد له رجلا عسى أن تكونه إن كفيتنيه رفعتك.» فقال: «أرجو أن أصدّق ظنّ أمير المؤمنين فىّ.» قال: «فأخف شخصك واستر أمرك، وأتنى فى يوم كذا وكذا، فى وقت كذا وكذا.» فأتاه فى ذلك الوقت، فقال له:
- «إنّ بنى عمّنا هولاء قد أبوا إلّا كيدا لملكنا واغتيالا له، ولهم شيعة
[١] . فى آ: فينقرون عنه ويتجسسون. فى مط: فينفرون. فى الطبري (١٠: ١٤٥) فيفرّون عنه وو يتجسسون. وما فى الأصل بالحاء المهملة. [٢] . فى الأصل وآ: هناة (من دون مدّ) فى الطبري (١٠: ١٤٦) : هناءة (: هنآة) .