الأحنف بن قيس، ومسعود بن فدكي [١] ، وخلق من بنى تميم، فتنصّلوا إليه واعتذروا. فقبل، وصفح.
ذكر خديعة أجازها معاوية على نفسه وتمّت له
[١٧] وكان أسر معاوية في أسارى كثيرين، رجلا من أود، يقال له: عمرو بن أوس، قاتل مع علىّ، فهمّ بقتل الجميع.
فقال له عمرو بن أوس:«إنّك خالي، فلا تقتلني.» وقامت بنو أود، فقالوا:«هب لنا أخانا.» فقال: «دعوه. لعمري، لئن كان صادقا، ليستغنينّ عن شفاعتكم، ولئن كان كاذبا لتأتينّ شفاعتكم من ورائه.» فقال له: «من أين صرت خالك، وما كان بيننا وبين أود مصاهرة؟» قال: «فإن أخبرتك [٢] ، فهو أمانى عندك؟» قال: «نعم.» قال: «ألست تعلم أنّ أمّ حبيبة بنت أبى سفيان زوج النبىّ- صلى الله عليه- أمّ المؤمنين؟» قال: «بلى.» قال: «فإنّى ابنها، وأنت أخوها، فأنت خالي.» قال معاوية: «ماله لله أبوه، أما كان في هؤلاء، من يفطن لها غيره؟» ثم قال للأوديّين:
- «استغنى عن شفاعتكم، فخلّوا سبيله» .
[١] . مسعود بن مذكى: كذا في الأصل ومط، وما في الطبري مسعر بن فدكىّ (نفس الصفحة) . [٢] . فإن أخبرتك فهو أمانى عندك. كذا في الأصل ومط، وما في الطبري: فإن أخبرتك، فعرفته، فهو أمانى عندك. (نفس الصفحة) .