فكان أوّل ما ابتدأ به من ذلك أن تقدّم [١] إلى العامّة بلزوم أعمالهم، وترك الاجتماع والعصبيّة والشهادات عند السلطان، وأن لا يسألوا عن شهادة إن كانت عندهم، ومنع القصّاص من الجلوس على الطرقات، وعملت بذلك نسخ قرئت [٢] بالجانبين بمدينة السلام وفى الأرباع والمحالّ والأسواق.
ثمّ منع يوم الجمعة أهل الجانبين من أهل الحلق والفتيا وغيرهم من القعود فى المسجد الجامع، ومنع الباعة [٣] من القعود فى رحابها، ونودى فى المسجد الجامع بنهي الناس عن الاجتماع على قاصّ وغيره، ثمّ نودى فى الجانبين والجامعين بأنّ الذمّة بريئة [٣] ممّن اجتمع على مناظرة أو جدل، وأنّ من فعل ذلك أحلّ بنفسه. [٤] وتقدّم إلى من يسقى الماء وأمثالهم فى الجامعين ألّا يترحّموا على معاوية ولا يذكروه.
[إخراج كتاب اللعن]
ثمّ تقدّم المعتضد بإخراج الكتاب الذي كان المأمون أمر بإنشائه وفيه مثالب معاوية، ولعنه بعد ذلك فأخرج وهو كتاب طويل [٥] .
فحكى أنّ عبيد الله بن سليمان أحضر يوسف بن يعقوب القاضي وأمره أن يعمل الحيلة فى إبطال ما عزم عليه المعتضد خوفا من فتنة تقع. [٦]
[١] . كذا فى الأصل: تقدّم. فى مط: يقدم. وهو خطأ. [٢] . فى مط: قربت. وهو خطأ. [٣] . ضبط الأصل: بريّة. [٤] . فى الطبري: بنفسه الضرب. (١٣: ٢١٦٠) . [٥] . انظر الطبري (١٣: ٣١٦٥) . [٦] . انظر الطبري (١٣: ٢١٧٧) .