ثم مضى غير بعيد، فمرّ بالشباميّين [١] ، فسمع رجّة شديدة وبكاءا كثيرا، فوقف، فخرج إليه حرب بن شرحبيل الشبامي، فقال له علىّ:
- «أيغلبكم [٢] نساؤكم؟ ألا تنهنهونهنّ عن هذا الرنين؟» فقال: «يا أمير المؤمنين، لو كانت دارا أو دارين، قدرنا على ذلك، ولكنّه قتل من هذا الحىّ مائة وثمانون قتيلا، ليس دار إلّا فيها بكاء. فأما نحن معاشر الرجال، فإنّا لا نبكي، ولكننا نفرح، أمّا نفرح بالشهادة.» فقال: «رحم الله قتلاكم وموتاكم» .