وجاء بقول يحتمل (١) أن سَبْق عكاشة بالسؤال منَعه من إجابته وعرَّض بذلك عن سَبْقهِ لتحصيل الصفة والمنزلة دون هذا، وستَر بقوله هذا حال السائل ولم يهتك ستره (٢)، وقيل: قد يكون سبق عُكَّاشة بوحىٍ أنه يجاب دعوته فيه ولم يكن ذلك للآخر.
وقوله:" متماسكُون (٣) لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم ": أى بعضهم أخذٌ بيد بعض، ممسِكٌ له، كما قال: أخذ بعضهم بعضًا، وهذا يدل على عِظم الجنة وسَعة بابها، وقد يكون معنى متماسكين بالوقار والثبات، أى لا يخف بعضهم عن بعضٍ، ولا يُسابقه حتى يكون دخولهم جميعًا.
وقوله:" ومع هؤلاء سبعون ألفًا ": ظاهره أنهم زائد إلى أمته، والصحيح أنهم من أمته؛ لأن البخارى رواه:" هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفًا "(٤) وفى الأحاديث الأخر فى الأم: " أدخِلْ من أمَّتِك من لا حساب عليه " وذكر نحوه، وفى الحديث الآخر:" يدخل الجنة من أمتى سبعون ألفًا " وذكر مثله.
(١) فى ت: محتمل. (٢) طريق سعيد بن المسيب عن أبى هريرة. (٣) جاء فى بعض النسخ: " متماسكين آخذ " وكلاهما صحيح. (٤) لفظ البخارى: " هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفًا قدَّامهم، لا حساب عليهم ولا عذاب " ك الرقاق، ب يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب ٨/ ١٤٠.