وأما قوله:" إمامكم منكم " فهو مفسر - أيضاً - فى الحديث من رواية جابر فى الأم حيث قال:" فينزل عيسى، فيقول أميرهم: تعال فصلِّ لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة من الله لهذه الأمة ".
وقوله:" حكماً مقسطاً وإماماً عدلاً ": دليلٌ على أنه لم يأت بشرعٍ محدثٍ، ولا أرسل بملةٍ جديدةٍ ولا جاء نبياً مبعوثاً.
وقوله:" لا يزال طائفةٌ من أمتى ظاهرين " أى: غالبون عالون، قال الله تعالى:{لِيُظهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّه}(١).
(١) التوبة: ٣٣. والطائفة هم الجماعة المتعددة من أنواع المؤمنين ما بين شجاع وفقيه ومحدثٍ ومفسِّر، ولا يلزم أن يكونوا - كما ذكر النووى - مجتمعين فى بلد واحد. ومعنى " يقاتلون على الحق ": أى: على ظهور الحق، ويجوز أن يكون حالاً، أى حال كونهم على الحق. وفى امتناع عيسى - عليه السلام - من التقدم للإمامة يقول ابن العربى: " إن ذلك إبقاءٌ لشريعة النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتباعٌ له، وإسخان لأعين النصارى، وإقامة الحجة عليهم " عارضة ٩/ ٧٨.