العلم -رحمهم الله-؛ لحديث عائشة -رضي الله عنها- السَّابق، وأيضاً ممن كان يفعل ذلك، ويفتي به من الصحابة: أبو موسى الأشعري، ورافع بن خديج، وأنس بن مالك، وأبو هريرة -رضي الله عنهم-، وبه قال ابن سيرين، وعروة، وبقيَّة الفقهاء السبعة -رحمهم الله-.
وقيل: سُنَّة لمن يقوم ويطيل القيام بالليل؛ ليستريح بهذا الاضطجاع، واختاره شيخ الإسلام بن تيمية -رحمه الله-.
وقيل: واجب. وقيل: غير ذلك.
والقول الأول هو: الأظهر -والله أعلم-.
- الأفضل في صلاة الفجر تعجيلها بأن تُصلًّى بِغَلَس -أي بالظلمة- في أول وقتها، وبه قال الجمهور.
ويدلّ عليه:
أ. حديث عائشة -رضي الله عنها- زوج النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قالت:«لَقَدْ كَانَ نِسَاءٌ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ الْفَجْرَ مَعَ رَسُولِ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ وَمَا يُعْرَفْنَ مِنْ تَغْلِيسِ رَسُولِ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالصَّلَاةِ»(١).
ب. حديث جابر -رضي الله عنه-: «أنَّ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- كانَ يُصَلِّيْ الصُبْحَ بِغَلَسْ»(٢).
- وأمَّا حديث رافع بن خديج -رضي الله عنه- مرفوعاً: «أَسْفِرُوا (٣) بِالفَجْرِ، فإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلأجْرِ» (٤).
(١) رواه البخاري برقم (٥٧٨)، ومسلم برقم (٦٤٥). (٢) رواه البخاري برقم (٥٦٠)، ومسلم برقم (٦٤٦). (٣) يقال: أسفرت المرأة عن وجهها: إذا كشفته وأظهرته، والمراد في الحديث الانتظار حتى تسفر السماء. (٤) رواه أحمد برقم (١٧٢٨٦)، والترمذي، وصححه برقم (١٥٤).