لحديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-: «أَنَّ رَجُلاً قال: يَا رسولَ الله إِنَّ المُؤَذِّنِينَ يَفْضُلُونَنَا، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «قُلْ كَمَا يَقُولُونَ فإِذَا انْتَهَيْتَ فَسَلْ تُعْطَهُ»(٢)، ولحديث أنس -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال:«الدُعَاءُ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإقَامَةِ لا يُرَدّ»(٣).
فائدة: الخروج من المسجد بعد الأذان منهي عنه.
ويدلّ عليه: ما رواه مسلم من حديث أبي الشَّعثاءِ -رضي الله عنه- قال:«كُنَّا قُعُوداً فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- فَأَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْمَسْجِدِ يَمْشي، فَأَتْبَعَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- بَصرهُ حَتَّى خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصى أَبَا الْقَاسِمِ -صلى الله عليه وسلم-»(٤).
سُنَّة الفجر، وفيها عِدَّة سُنَن:
وسُنَّة الفجر هي أول السُّنَن الراتبة التي يعملها العبد في يومه، وفيها عدة سُنَن، وقبل بيانها لابد من بيان بعض ما يخص السُّنَن الرواتب، والسُّنَّة الراتبة هي: السُّنَّة الدائمة التابعة للفرائض.
اختُلف في عدد السُّنَن الرواتب على قولين:
القول الأول: أنَّ عددها عشر ركعات: ركعتان قبل الفجر،
(١) الشرح الممتع لشيخنا ابن عثيمين (٢/ ٨٧ - ٨٨). (٢) رواه أبو داود برقم (٥٢٤)، وحسنه ابن حجر (نتائج الأفكار ١/ ٣٦٧)، والألباني (صحيح الكلم الطيب ص ٧٣). (٣) رواه النسائي برقم (٩٨٩٥)، وصححه ابن خزيمة (١/ ٢٢١/ ٤٢٥). (٤) رواه مسلم برقم (٦٥٥).