فجمعوا في ليلهم تلاوة كتاب الله تعالى، وسائر الأذكار المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فللّه درُّه من ليل طاب بإحياء أهله له، ويالخسارتنا وتهاوننا، وتفريطنا، بليالينا، وأسحارنا! وعسى أن تسلَم من عصيان إلهنا، إلَّا ما رحم ربنا تعالى.
- كيف كان الصحابة مع القرآن؟
تقدَّم في أول السُّنَن حديث حذيفة وأنَّ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قرأ في ركعة واحدة البقرة، ثم النِّساء، ثم آل عمران، وعن أبي وائلٍ عن عبدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قال:«صليتُ معَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ليلةً، فلم يَزَلْ قائماً حتى هَمَمْتُ بأمرِ سَوْء، قلنا: وما هَممتَ؟ قال: هممتُ أن أقعدَ وأذَرَ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-»(١).
وفي الصحيحين، عن عبد اللّه بن عَمْرٍو -رضي الله عنهما- قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اقْرَأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ»، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي أَجَدُ قُوَّةً. قَالَ:«فَاقْرَأْهُ فِي عِشرينَ لَيْلَةً»، قَالَ قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً. قَالَ:«فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ، وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ»(٢).
ولمَّا كان الصحابة -رضي الله عنها- أحرص الناس على القرآن، كانوا يتحسرون لفواته؛ فجعل لهم النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فرصة يعوِّضون بها ما فاتهم من القرآن، روى مسلم في صحيحه حديث عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شيءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ