مِنْ السُّنَّة: مدح الطعام إذا أعجبه، ولا شكّ أنه لا يمدحه إلا بما فيه.
ويدلّ عليه: حديث جابر بن عبد اللّه -رضي الله عنه- أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- سَأَلَ أَهْلَهُ الأُدُمَ، فَقَالُوا: مَا عِنْدَنَا إِلاَّ خَلٌّ، فَدَعَا بِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ بِهِ وَيَقُولُ:«نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ. نِعْمَ الأُدُمُ الْخَلُّ»(١)، والخَلُّ من أنواع الإدام عندهم وهو حلو ليس حامض، كالخل الذي عندنا اليوم.
وبوَّب النووي -رحمه الله- في رياض الصالحين على هذا الحديث:[باب: لا يعيب الطعام، واستحباب مدحه].
قال شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله-: «وهذا أيضاً من هدي النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه إذا أعجبه الطعام أثنى عليه، وكذلك مثلاً لو أثنيت على الخبز، قلت: نعم الخبز خبز بني فلان، أو ما أشبه ذلك، فهذا أيضاً سُنَّة الرسول -صلى الله عليه وسلم-»(٢).
والمتأمل لواقعنا يجد كثيراً ما يقع الناس في خلاف سُنَّة النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فهم لم يكتفوا بترك السُّنَّة بل خالفوها أيضاً، وذلك بعيبهم للطعام، وذمهم له في بعض الأحيان، وهذا خلاف هديه -صلى الله عليه وسلم-، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال:«مَا عَابَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- طَعَامًا قَطُّ إِنْ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ»(٣).
١١ - الدعاء لصاحب الطعام.
ويدلّ عليه: حديث عبد اللّه بن بُسر -رضي الله عنه- قال: «نَزَلَ رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-
(١) رواه مسلم برقم (٢٠٥٢). (٢) شرح رياض الصالحين (٢/ ١٠٥٧). (٣) رواه البخاري برقم (٣٥٦٣)، ومسلم برقم (٢٠٦٤).