قال المُشَرِّحُ: سيبويه: لا يدخلون من في غير ربي لا يقولون: مِن الله لأفعلن، وإنما كان (١) ذلك لكثرةِ القَسم فتصرفوا فيه وأكثروا واستعملوا فيه أشياء مختلفة وسماع الأخفش عن المبادلة.
قال جارُ الله:"وإذا حذفت نونها فهي كالباء تقول: مِ الله مُ الله".
قال المُشَرِّحُ: يقال: مِ الله لأفعلن، وهي من أدوات القسم بمنزلة الواو في والله لأفعلن والتاء في تالله.
قال جارُ الله:"ومن الناس من يزعم أنها من أيمن".
قال المُشَرِّحُ: قال بعضهم في مِ الله، أصلها من قولهم مِنْ ربّي إِنك لأشر في القسم، حذفت منها النونَ استخفافًا لكثرة استعمالهم إياها في القسم مع الدلالة على اختصاصها به، وبعضهم قال: أصلُها: يَمينُ لقولهم: يمين الله لأفعلن حذفت منها الزَّوائد في هذا الموضع، لأنها كثيرة فيه غير مشكله، ولهذين الوجهين كسر الميم من كسرها. وبعضهم قال: أصلها أيمن الله لأفعلن حذفت منها الزَّوائد لكثرة دورها في القسم خاصةً وهو قول الأكثر، قالوا: ولهذا ضُمت هذه الميم ها هنا.
قال جارُ الله: " (فصلٌ) والبَاءُ لأصالتها تَستَبدُّ في غيرها بثلاثة أشياء: بالدُّخول على المُضمر كقولك: به لأَعبُدَنَّه وبك لأَزُوْرَنَّ بَيْتَكَ قالَ:
* فَلَا بِكِ ما أُبَالِي … *
وبظهور الفعلِ معها كقولك حلفتُ باللَّه، وبالحلف على الرّجل على سبيل الاستعطاف كقولك: باللَّه لما زُرْتَنِي وبحياتك [أَخبرني]، وقال ابنُ هَرْمَة (٢):