قال جارُ اللَّه:"ومن أَصناف الحرف (هاءُ السَّكت) وهي التي في (نحو) قوله (١): {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} وهي مختَصَّةٌ بحالِ الوَقْفِ، فإِذا أدرجت قلت:{مَالِيْ هَلَكَ}، {وسُلْطَانِيَ خُذُوهُ} ".
قال المُشَرِّحُ: هاء السَّكتِ (٢) تُزاد في الوَقْفِ خاصةَّ لبيان الحركةِ نحو {مَالِيَهْ}{وسُلْطَانِيَهْ} أو عوضًا مما حذف من الكلمة كقولك: [قِهْ وعِهْ](٣).
قال جارُ اللَّه:"وكلُّ متحرك ليس حركتُهُ حركةً إعرابيةً يجوز عليها الوقف بالهاء نحو ثمه، [وليتَمه، وكيفَه](٤)، وإنه وحيهله، وما أشبه ذلك".
قال المُشَرِّحُ: الأصل في هاء السكت أن تلحق الأفعال التي هي على حرفٍ واحدٍ فلذلك اختصت بالمبنيات.
قال جارُ اللَّه: " (فصلٌ) وحقها أن تكون ساكنة وتحريكها لحنٌ ونحو ما في [إصلاح]، ابن السكيت (٥) من قوله:
(١) سورة الحاقة: الآيتان ٢٨، ٢٩. (٢) في (ب) الوقف. (٣) في الأصل: "ده وقه". (٤) في (أ): "كيفه وليتمه" وما أثبته من (ب) يؤيده ما في المفصل. (٥) إصلاح المنطق ص ٩٢، ونسبه ابن يعيش في شرحه ٩/ ٤٦ إلى عروة بن حزام العذري، قال البغدادي في الخزانة ٤/ ٥٩٣: "ولم أجد هذا الرجز في ديوان عروة، ولعله ثابت فيه من رواية أخرى". =