قالَ جارُ اللَّهِ:"ومن أصناف الفعل مثالُ الأمرِ وهو الذي على طريقة المضارع للفاعل (١) المخاطب، لا يخالف بصيغته صيغته إلا أن تنزع الزائدة فتقول في يضع: ضع، وفي تضارب ضارب، وفي تدحرج دحرج ونحوهما مما أوله متحرك، فإن سكن زدت، لئلّا تبتدئ بالساكنِ همزة وصل فتقول في يضرب اضرب، وفي ينطلق ويستخرج انطلقْ واستخرجْ".
قالَ المُشَرِّحُ: مثال الأمر أبدًا على طريق المضارع من الفعل الذي تصوغه منه؛ تفسير ذلك أنك تجد فاء الفعل [وعينه](٢) فيه على ما هما عليه في المضارع، تقول: اضرب. فتجد الضاد ساكنة والراء مكسورة كما تجدها كذلك في يضرب، وتقول: اذهب فتجد الفاء ساكنة والعين مفتوحة كما أنهما كذلك في يذهب، وعلى هذا القياس أبدًا، هذه ألفاظ الإِمام عبد القامر الجرجاني [رحمه الله].
فإن سألتَ: الهمزةُ تكسر إذا كانت العين مكسورة، وتضم إذا كانت مضمومة فكيفَ لم تُفتح إذا كانت مفتوحة؟
أجبتُ: لئلا يُظن أنه مضارع موقوف عليه فتقع اللَّبسة. ألا ترى أنك لو
(١) في (ب): "للفاعل على المخاطب". (٢) في (أ): "وهيئته".