قال جارُ الله:"ومن أصناف المشترك التقاء الساكنين يشترك فيه الأضرب الثلاثة، ومتى التقيا في الدرج على غير حدهما، وحدهما: أن يكون الأول حرف لين والثاني مدغمًا في نحو داية وخُوَيصَة وتَمُوّد الثَّوبُ، [وقوله تَعالى (١): {قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا}] (٢) لم يخل أولهما من أن يكون مدّةً أو غيرَ مدةٍ، فلئن كان مدةً حذف كقولك: لم يقل ولم يبغ ولم يخف ويخشى القوم ويغزو الجيش ويرمي الغرض، ولم يضربا اليوم، ولم يضربوا الآن، ولم تضربي ابنك إلا ما شذَّ من قولك: ألحسن عندك وأيمن الله يمينك، وما حكي من قولهم:(حَلْقَتَا البِطَان).".
قالَ المُشَرِّحُ: إنما لم (٣) يَجُز التقاء الساكنين، لأن المُتَكَلَّم به في حكمِ الموقوف (٤) عليه والمُبتدئ بما بعده، والابتداء بالسَّاكن محالٌ.
فإن سألتَ:[فبين](٥) لنا على وجهِ التَّبرع [لِمَ] كان الابتداء بالسَّاكن محالًا؟.
(١) سورة البقرة: ١٣٩، والقراءة لزيد بن ثابت والحسن … في الكشاف ١/ ٩٨. (٢) ساقط من (ب). (٣) نقل الأندلسي في شرحه ٥/ ١٢٠ شرح هذه الفقرة ورد على المؤلف. (٤) في (ب): "الواقف … ". (٥) في (أ): "فنزل … ".