وهما "أيْ" و "أنْ"، تقول نحو قوله عز وجل (١): {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ} أي: من قومه، فكأنك قلت: تفسيره: من قومه، أو معناه: من قومه، قال الشَّاعر (٢):
قال المُشرِّحُ: إنما (٣) صلحت "أي" للتَّفسير؛ لأنَّه حرف تنبيهٍ، وتفسيرُ الشَّيءِ تنبيهٌ على معناه، كأنه قالَ: تفسير رَميته بالطَّرف أي: أنت مذنب، لكن إياك: أي لكنّني، ونظيره قول أبي الطيب (٤):
(١) سورة الأعراف: آية ١٥٥. (٢) لم ينسب إلى قائل معين. توجيه إعرابه وشرحه في: إثبات المحصل (ص ١٩٠)، المنخل (ص ١٨٥)، شرح المفصل لابن يعيش (٨/ ١٤٠). وينظر: المغني (ص ٧٦، ٤٠، ٤١٣)، شرح شواهده (ص ٨٣)، شرح أبياته الهمع (٢/ ٨٧)، الخزانة (٤/ ٤٩٠). (٣) نقل ابن المستوفي في إثبات المحصل (ص ١٩٠) شرح هذه الفقرة كاملًا. (٤) شرح ديوان المتنبي المنسوب إلى العكبري (١/ ٣٧٧).