فأما "نعم" فمصدقة لما سبقها من كلام منفي ومثبت تقول: إذا قال لك قائلٌ قامَ أو لَمْ يَقُم: نَعَم، تصديقًا لقوله، وكذلك إذا وقع الكلامان بعد حرف الاستفهام، وذلك إذا قال: أقام زيدٌ أو لم يقم فقلت: نعم فقد حققت ما بعد الهمزة، و"بلى" إيجابٌ بعد النَّفي، تقول لمن قال: ألم يقم زَيْدٌ؟ بلى، أي: قد قامَ، قالَ الله تعالى (١): {بَلَى قَادِرِينَ} أي: نَجْمَعَهَا".
قال المُشَرِّحُ:"نعم" حرف، أَلا ترى أن نقيضتها، وهي "لا" حرف، ولذلك بنيت على السكون وهي تحقيق وتصديق لما تقدمها من الكلام نفيًا كان أو إثباتًا، كقول القائل: قامَ زيدٌ، فإذا قلتَ: نَعَمْ فقد صدقته على أنه قام، وإذا قال: لم يقم زيد فقلتَ: نعم فقد صدقته على أنه لم يقم، وكذلك إذا كان في الكلامِ حرفُ استفهامٍ ثم قلت: نعم، فهو تصديق للكلام المتقدم باطّراح حرف الاستفهام، كقول القائل: هل قامَ زيدٌ؟ فإذا قلت: نعم فكأنك قلت: لَم يَقم زيدٌ، قال سيبويه (٢): أمَّا "بلى" فتوجب بعد النفي قال